وكالة الفضاء الأوروبية تطلق «بيوماس» لرسم خرائط الغابات وقياس امتصاص الكربون

قدّمت وكالة الفضاء الأوروبية، في مدينة تولوز الفرنسية، القمر الصناعي "بيوماس"، المصمم لرسم خرائط دقيقة للغابات العالمية بهدف قياس قدرتها على امتصاص الكربون. 

ويأتي المشروع استجابة لطلب من شركة "إيرباص ديفنس أند سبايس" منذ عام 2016، فيما يُتوقع أن يبدأ القمر الصناعي عمله في أبريل المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.

وأوضح مارك ستيكلينغ، رئيس مراقبة الأرض والعلوم والاستكشاف في "إيرباص"، أن "بيوماس" سيعمل على قياس أطنان الخشب لكل هكتار، ما يوفر بيانات مهمة لفهم توازن المناخ العالمي والتغيرات المناخية المستقبلية. 

من جهتها، أكدت سيمونيتا شيلي، المسؤولة عن برامج المراقبة في وكالة الفضاء الأوروبية، أن القمر الصناعي سيساعد في تحسين إدراك الدور الحيوي الذي تلعبه الغابات في دورة الكربون.

تفاصيل الإطلاق والتقنيات المستخدمة

يبلغ وزن "بيوماس" عند الإقلاع 1230 كيلوغرامًا، وسيتم إطلاقه من قاعدة كورو الفضائية في غويانا الفرنسية، حيث سيتم وضعه في مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع 666 كيلومترًا. 

ومن المقرر أن يتمكن القمر الصناعي من رسم خريطة شاملة لسطح الأرض خلال 9 أشهر، مع إمكانية دراسة تطور الغابات على مدى السنوات الخمس القادمة.

تتميز تقنيات القياس التي يعتمدها "بيوماس" بدقة غير مسبوقة تصل إلى 200 متر مربع، وهو ما يُعدّ إنجازًا علميًا فريدًا، حيث أشار ستيكلينغ إلى أن إجراء هذه القياسات على الأرض كان سيواجه صعوبات كبيرة.

تأخيرات في الإطلاق

لم تقتصر مهمة "بيوماس" على دراسة الغابات، بل ستمتد إلى مراقبة احتياطات المياه الأحفورية في المناطق الصحراوية لتحديد مصادر مياه جديدة، فضلاً عن دراسة ديناميات الكتل الجليدية والتكوينات الجيولوجية للأرض.

وكان من المقرر إطلاق القمر الصناعي عام 2021، إلا أن المشروع تأخر بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 على سلاسل التوريد. ومع ذلك، باتت بياناته المرتقبة متاحة للجمهور، ما سيسهم في دعم التشريعات الدولية المتعلقة بالمناخ والبيئة، وفقًا لما أوضحته سيمونيتا شيلي.

ويُشكل "بيوماس" خطوة متقدمة في فهم تغير المناخ وتقييم النظم البيئية العالمية، مما يفتح آفاقًا جديدة في علم الغابات والاستدامة البيئية.